الطريقة الاتّصاليّة في تعليم اللغة

تستند هذه الطريقة إلى جملة من المبادئ اللغويّة النظريّة التي ترى أنّ وظيفة اللغة تتجلّى في ثلاثة جوانب؛ هي:

  • جانب وظيفيّ؛ يرى في اللغة وسيلة لنجاح الفرد في تلبية حاجاته المختلفة.
  • جانب اجتماعيّ وثقافيّ؛ يرى في اللغة وسيلة للاتّصال مع الآخرين.
  • جانب انفعالي؛ يرى في اللغة وسيلة للتفاعل لإقامة علاقات عاطفيّة مع الآخرين.

وتجتمع هذه الجوانب الثلاثة في اتّجاه واحد يرى في اللغة عمليّة اتّصال بين جانبين؛ مرسل ومستقبل، لا يمكن أن تتمّ بنجاح دون اكتساب مهارات الاتّصال التي تتمثّل في مهارتي الاستقبال، وهما (الاستماع، والقراءة)، ومهارتي الإرسال؛ وهما (الحديث، والكتابة).

وقد أفادت هذه الطريقة من النظريّة الوظيفيّة التي تعدّ الهدف من تعلّم اللغة هو امتلاك القدرة على القيام بالوظيفة الأساس لها، وهي عمليّة الاتّصال بين أفراد المجتمع، وبذلك يؤكّد أصحاب هذه النظريّة أهميّة البعد الدلاليّ والاتّصاليّ بدلاً من أهميّة البعد النحويّ، وجاءت الطريقة الاتّصاليّة في تعلّم اللغة وتعليمها انسجاماً وهذه النظريّة.

كما أفادت من أفكار أصحاب النظريّة التفاعليّة الذين ينظرون إلى اللغة على أنّها وسيلة لتحقيق العلاقات الشخصيّة بين الأفراد، وأداء المعاملات فيما بينهم، ويركّزون على أنماط الحركات في أثناء الحوار والتفاعل.

وتتدرّج إجراءات الطريقة التواصليّة في مجال تعليم اللغة ضمن الخطوات والمراحل الآتية:

تقديم حوار مختصر أو عدد من الحوارات القصيرة، ويسبق ذلك تحفيز للدارسين (بربط مواقف الحوارات بخبراتهم الاتّصاليّة المحتملة)، ومناقشة الوظيفة، والموقف، والناس، والأدوار، ودرجة رسميّة اللغة التي تتطلّبها الوظيفة والموقف (في المراحل المبتدئة، وحين يعرف الدارسون جميعهم اللغة الأولى نفسها، يمكننا تقديم الحافز بلغتهم الأصليّة).

التدرّب الشفويّ على كلّ عبارة في جزء الحوار الذي سيقدّم في ذلك اليوم، (التكرار الجماعيّ من الصف كلّه، أو نصفه، وفي مجموعات صغيرة، وعلى مستوى الأفراد)، ويتبع ذلك النموذجُ الذي يقدّمه المدرّس، وينطبق الكلام نفسه على الحوارات المصغّرة.

أسئلة وإجابات مبنيّة على موضوعات الحوارات والمواقف نفسها (أسئلة معلومات أو أسئلة "هل"). 

أسئلة وإجابات تتعلّق بخبرات الدارسين الخاصّة، غير أنّها تدور حول موضوع الحوار.

دراسة أحد التعابير الاتصاليّة الأساسيّة في الحوار، أو أحد التراكيب التي تمثّل للوظيفة المدروسة، وقد يقدّم المدرّس عدداً من الأمثلة الإضافيّة للاستعمال الاتصاليّ للتعبير أو التركيب، مع استخدام كلمات مألوفة وفي عبارات أو حوارات صغيرة واضحة (مع استعمال الصور وأشياء حقيقيّة بسيطة أو التمثيل) لبيان معنى التعبير أو التركيب.

اكتشاف الدارس التعميمات أو القواعد الكامنة وراء التعبير أو التركيب الوظيفيّ، ويجب أن يشمل ذلك أربع نقاط في الأقلّ: صيغها الشفويّة أو المكتوبة، والعناصر التي تتكون منها " How about + verb + ing" (ماذا-عن-مصدر)، موقع العبارة في الجملة، ودرجة رسميّتها، وبالنسبة للتركيب، وظيفته النحويّة ومعناه.

التعرّف الشفويّ وأنشطة تفسيريّة (نشاطان إلى خمسة، تبعاً لمستوى الطلاب والمهامّ، وما شابه ذلك). 

أنشطة الإنتاج الشفويّ-وتتدرج من الأنشطة الموجهة إلى تلك الأكثر حريّة.

كتابة الحوارات، أو الحوارات الصغيرة، أو النماذج إذا لم تكن في الكتاب المقرّر.

قراءة عيّنات من الواجب المنزليّ المكتوب، إن وجد.

تقويم التعليم (الشفويّ فقط)؛ مثلاً: كيف تطلب من صديق أن...؟، وكيف تطلب منّي أن...؟"

ونظراً لأنّ هذه الطريقة إضافة إلى الطريقة السمعيّة الشفويّة، أصبحتا الطريقتين السائدتين في مجال تعليم اللغات سواء أكانت لغات أولى أم لغات ثانية، فستقوم بعقد مقارنة بين الطريقتين يمكن أن تلقي مزيداً من الضوء عليهما، وعلى النقاط التي تركّز عليها كلّ منهما.

جميع الحقوق لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها 2024 ©